الاثنين، 28 مارس 2022

العطاء للأديبة/مها بركات

 ،،،،العطاء،،،،،

@@@@@


العطاء الحق هو عطاءً معنوياً قبل أن يكون عطاءً مادياً ،فما جدوي أن تتصدق علي فقير وأنت باغض ،لمَ تُشعره بأنك تتصدق عليه إجباراً من مالك وليس من مال الخالق، إذ كنت تتصدق وتمنح بهذا الشكل ،من الأفضل ألا تمنح من الأساس.


العطاء إحساس وإلتماس بأن تساعد شخص ما لوجه الله ،والأقدر من ذلك ألا  تشعره بأنك مُجبر علي هذا المنح لكي تنال رضا الله ، فإنك إذ كنت فقير وليس قادر علي العطاء ،وفقط تمنيت بصدق ومن قلب صافٍ ،إذا إمتلكت المال يوماً ما، لتصدقت علي هذا الشخص،لكُتبت لك صدقة وجزاك الخالق عليها خير الجزاء ،لمجرد مبادراتك بالخير وإحساسك بهذا الشخص...أليس هذا هو العطاء أم أنه هذيان وإفتراء !!!؟؟؟؟....


فالعطاء مدلوله أسمي من التكبر أو أي إعتلاء،فقد فرض الله الصدقة علي الأغنياء ، كي يشعر الثري دوماً بفضل الله عليه ويشكره دائماً وأبداً علي عطاياه...لابد من أن تُشعر المحتاج بأن هذا العطاء منحة من الخالق للمحتاج، وأنا المال مال الخالق ونحن فقط حارسون عليه ، وأن ربك هو المتصدق من ماله علي الفقراء والمحتاجين ....ما أجمل أن تُشعر المحتاج بهذا المدلول ، ولا  تُشعره بأنه عبد لك ،أو أنك  صاحب السيادة عليه...فالسيادة فقط لله الواحد الأحد !!!!


فنحن جميعاً متأكدون أن العطاء والصدقة تزيد المال وتباركه ،ما بالك أيضاً إذا كنت تمنح بوجه بشوش وبنفسٍ راضية ،فلك ثواب مضاعف لأنك تعلم جيداً لمَنْ العطاء والأهم من ذلك كيفية العطاء ؟؟!!... وألا تعلم يدك اليسري عن ما منحته يدك اليمني ،كي لا تضيع ثوابك عند الخالق...فالكثير منا يفعل الخير،لكنه كثير الثرثرة ،يتحدث كثيراً أنه منح لهذا وأعطي لذاك ؛وساعد هؤلاء....هذا ليس أبداً من مبادئ الإسلام والدين الحنيف ...فكلما كان منحك لغيرك في الخفاء لا يعلمه إلا الخالق، كلما نلت أضعاف الثواب... فالعطاء الحق يحمينا من أي بلاء أو ظلمٍ وإفتراء....فلنبادر جميعاً بالعطاء الحق ،كي تزدهر الحياة ويسود الود والرخاء !!!!!


                  " بقلم/ مها بركات "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق