* رَملُ الدَّمعِ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
ألوذُ بدمعتي
أندسُّ في صدرِها
أدفئُ ارتعاشي من نبضِها
أرضعُ البسمةَ من حلمتِها
وأودِّعُ في راحتَيها آهاتي
أمشِّطُ ضفائرَ الهمساتِ
عَلِّي أتنشَّقُ شهقَةً
أذوبُ في رحابِ الضَّوءِ
وأهفو إلى حُلُمٍ يُراودُنِي
كُلَّما احتطَبَنِي الشَّوقُ
ولملَمَ أوردتي من يباسِ الحنينِ
كانتْ ترفرفُ في دهشةِ النّدى
وتمخرُ عبابَ السَّديمِ
تبحثُ عنِّي بينَ غبارِ الطَّلعِ
فراشةٌ من جنونٍ
أتهيَّأُ لملاقاةِ الصَّمتِ
تضجُّ المسافاتُ بشحوبِ الرُّوحِ
وتكونُ قصيدتي راعفةٌ
تنزفُ بالأرجوانِ العليلِ
أيُّها الشَّاخصُ
في جرحِ النَّهارِ
الخائفُ من أشرعتِهِ
متى ترحلُ عنكَ هواجسُكَ
وتعودُ لأغصانِ الهناءِ ؟
لِمَ يقتربُ منِّي البحرُ ؟
الموجُ سرقَتْهُ السَّمكةُ
السَّمكةُ اصطادَها غيابي
يا هذهِ الأنثى
يا غمامةَ السَّرابِ ، اقتربي
سأعطي لِشَفَتَيْكِ
أوجاعَ الخريفِ وامضي
إلى حدودِ الموتِ
لأتوضّأَ من تيهِ العنقِ
وَأُصَلِّي على رملِ الدَّمعِ
صلاةَ العشقِ الغائبِ *.
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق