الغراب والثعلب
حط غراب فوق غصن شجرة وفي فمه جبنة مدورة
فشمها الثعلب من بعيد ثم رآها كهلال العيد
واخذ يهدي الشوق للغراب كأنه من خيرة الأصحاب
وقال يا غراب يا ابن صهري وجهك هذا أم ضياء البدر
لم أكن ادري أن فيك ريشا هذا حرير قد أرى منقوشا
أقسمت بالود الذي يرضيك لقد أتيت الآن حبا فيك
وها أنا أرجو أن تغني عسى بك الهم يزول عني
لله ما أحلاك حين تنجلي صوتك احلي من صفير البلبل
فصدق الغراب قول الثعلب وحرك المنقار فعل المعجب
وصاح بكل عزمه :لا ليل فسقطت جبنته من فمه
قبضها الثعلب قبض الروح وقال في بطني حلال روحي
ثم دنا للطائر الغبي وقال قول الماكر الذكي
خذ مثلا يا سيد الغربان واحفظه للاتي من الأزمان
من يقبل المديح من أعدائه يعش فقيرا أو يمت من دائه
جان دولافونتين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق