الثلاثاء، 2 مارس 2021

ثرثرة بصمت موجع بقلم/سامي ياسر يعقوب

 ثَرثَرَةٌ بِصَمْتٍ مُوْجِع


هَل فِي صَمْتِ الرُوحِ مُتَّسَعٌ لِنَحْلُمَ كَيْفَ نَشَاء !؟ ، و نُعِيْدَ بِنَاءَ عَتَبَاتِ البِِدَايَةِ فِي مَاضٍ سَحِيْق ، مَا كُنَّا فِيْهِ مِنْ هُوَاةِ العَنَاءِ أَو الغِنَاءِ و لَا حَتَّى البُكَاء ، نَمْتَطِي هُنَاكَ صَهْوَةَ الرِيْحِ إِلى آخِر ِ المُسْتَحِيْل ، دُوْنَ الحَاجَةَ إِلى مُرشِدٍ و دَلِيْل ، بَعِيْدِيْنَ عَنْ سُيِوفِ مَرَايَا المُحَال ، التِي تَفْتَرِشُ عَرْشَ العُقُولَ تُحَمْلِقُ فِيْنَا عُيُونَاً لِلفُضُول ، فَنُشْبِعَ شَهْوَتَنَا بِتَقْبِيْلِ تَغْرِ السَمَاء ، و نَحْنُ نَصْعَدُ نَغَمَاتَ الحَرفِ و لَا تُكَبِلُنَا قُيُودُ جُيُوشِ العُمَاة ، كَيْ تَمْحُو صَفَحَاتِ تَأَمُلِنَا قَبْلَ مَخَاضِ هَذِي الأَرض عَن سِرِّنَا القَدِيْم ، وَقْتَذَاكَ نَعْلُو فَوقَ جُنُونِ آلِهَةِ مِنْ حَجَرٍ أَو رُبَمَّا مِن غَمَامٍ أَو مَطَر ، مِن ثَمَّ نَهْبِِطُ نَحْوَ وَعْيِ شَاعِرٍ يَرَى الأَزَلُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِن فَجْرٓهِ ، و أَبْعَدُ عَنْهُ مِن رُؤَاهُ .


فَتَرَانَا نَسْتَلقِيَ مِنْ ثٓقَلِ الدَهْشَةِ مُفْتَرِشِيْنَ الضَبَابَ عَرْشَاً مِن سِنْدِيَان ، مُتَبَسِمِيْنَ قَلِيْلَاً و نَحْنُ نَرْتَشِفُ مَعْنَى الوُجُود ، نُتَمْتِمُ بِِلَا أَلْسِنَةٍ مُثْقَلَةٍ بِالتَابُوهَات : مَا زَالَ هُنَاكَ مُتَسَعٌ لِلكَثِيْرِ مِنَ الكَلَامَ ، و الخَيَالُ رَصَاصَةً تَخْتَرِقِنَا كَضُوْءِ القَمَر ، لِتَقْتَرِبَ الفَكْرَةُ خُطُوَاتٍ مِنَ الحَقِيْقَةُ ، و تَبْتَعِدُ كَمَا البَرقِ مِن مَعْنَى العَدَم ، هُنَا و فِي هَذِهِ اللَحْظَةِ الخَصْبَةِ بِمُجُونِ جُنُونِ مَا نُرِيْد ، يَفْتَرِقُ المَعْنَيَانِ و يَتَطَابَقَانِ هُنَاكَ فِي ظِلَالِ الزَوَال .


نَمْضِي رُوَيْدَاً مُخَلِفِيْنَ حَتْفَنَا المَرٔهُونِ لِتُرَابِ هَذِهِ الأَرْض ، و التِي تَشُدُّ خُطَانَا لِلخَلفِ بِحِبَالِ سَحَرَةِ المَعْرِفَة ، فَقَط لِيَكُونَ الخَطُ الأَحْمَر دَومَاً ، هُوَ طُوْلُ الطِوَلِ المَرْبُوطِ بِيَدِ سَادِنِ مَعْبَدِ سَارِقِي الأَحْلَام ، و قَتَلَةِ الفِكْرَةِ التِي تَجُولُ بِخَوَاطِرِنَا قَبْلَ أَن تَكْتَسِي زَغَبَاً .


لِأَفْرَحَ بِصَمْتِيَ إِذَاً ، الذِي يُشَظِيْنِي لِأَنْوِيَةٍ هُلَامِيَّةٍ ، لِيَضِيْقَ اتْسَاعُ المَكَانِ عَلَيٌَ مِن وَجَعِ الأَمَل و لِذَّةِ الأَلَم ، لَمَّا يَشُدُنِي نَحْوَ تَكْوِيْنِي ، مِن مَائِيَ الأَوْل - الأَوَلِ الأَحَد و الأَوَلِ الزَبَد - ، لِأَنْمُوَ لَا شَيءَ طُحْلُبِيَّ اللَونِ ، و تَنْمُو هُنَاكَ تَحْتَ المَوْجِ ، تَنْمُو الرُوحَ فِي أَصْدَافٍ سَاتِرَةً عَوْرَةَ اللُؤْلُؤ ، تَنْزَعُنِي مِن جِدَارِ المُطْلَقِ المَخْبُوءِ خَلْفَ انْشِقَاقِ القَمَر ، و و تَدَنِّي مَدَى الرُؤْيَةِ الإِنْسِلَاهِيَّة .


يَزْرَعُنِي - الصَمْتُ - أَوجَاعَاً فِي زَنَابِقِ الصَوْتِ القَادِمِ مِن عَالَمِيَ الدَاخِلِيِّ ، كَجَذْرِ زَعْتَرٍ بَرِّي ، شِيْزُوفرِيْنِيٌَ الانْقِسَامِ ، و بِرَمْشَةِ وَعِّيٍ يَرْتَعِشُ مِنْهَا نُخَاعِيَ المَسْتَطِيْلِ ، و فِكْرَةٍ جُنُونِيَّةِ الاحْتِرَامِ و قُدْرَةٍ لَا تُرِيْدُ سِوَى رَغْبَتِي ، أَصْحُو الآنَ هُنَا ، و أُدْرِكُ فِي اللَحْظَةِ التِي عِشْتُ عَيْنَيْهَا جَنَّةً عَرْضُهَا السَمَوَاتُ و الأَرْضُ ، أَنِّي هُنَا و أَنِّي اللَاأَنَا أَيْضَاً هُنَاكَ و هُنَا ، و قَد لَبِسْتُ سِرَّ الوُضُوْحِ - هِيَ و الأَبْيَضَ الفَاضِحِ ، و تَرَكْتُ عُرْيِيَ مُعَلَقَاً فَوْقَ مَشَاجِبِ الأَمْسِِ ، لِأُبَرِرَ ضَعْفِيَ فِي وَجْهِ الحِقِيْقَة .


سامي ياسر يعقوب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آه وآه يازمن للمبدعة/مها بركاااات

 ،،،،،،،، آه وآه يازمن،،،،،،،  @@@@@@@@@ آه منك يازمن.. ياللي ملكش أمان كم واحد فيك صالح... وللعِشرة صان كم واحد فيك تمام... راهنت عليه يازم...