🌺(..رسالة إلى صديقة مهاجرة..)🌺
إلى من أعادت إلى نفسي معنى الصداقة الحقيقية ومعنى الثقة بالنفس...
إلى من أعادت إليّ إحساس الطفولة وحلاوة أيام المراهقة ومعنى الإنسانية...
هل أقول صديقتي.. أختي.. أم ابنتي...
لا وألف لا.. بل أنتِ قطعة من ذاتي غاصت في أعماقي وسكنت بعيداً.. بعيداً.. في إحدى أركانه...
والتي تضربها الأمواج هنا وهناك.. حتى اجتاحتها موجة كبيرة وعالية مملوءة بكل شعور جميل وعذب حملتها إلى أعلى السطح واستقرت عليه بكل هدوء البحر وغموض أسراره....
هكذا أنتِ...
فأنتِ ذاك الجزء من أعماقي وأنتِ تلك الموجة...
التي أعادت إليّ هذا الجزء من بعد فراق بعيد وطويل عن ذاتي ونفسي.. هكذا أنتِ بالنسبة لي... نعم... هكذا انتِ.. أكتب إليكِ هذه الكلمات على صفحات رسالتي البسيطة التي أتمنى أن تكون رفيقة لكِ
بالنيابة عني في هذا الفراق الطويل...
صدقيني يا ذاتي لم أخطط لمثل هذه الكلمات والعبارات الصادقة من كل قلبي... فقد تركت حبر قلمي يعبر عما يجول في خاطري واحساسي الصادق بمجرد عزمت على زيارتكِ هذا المساء...
لتكون آخر زيارة لكِ وتكون زيارة الوداع....
ولكن مهلا يا ذاتي....
لن تبعدنا السنوات ولن تبعدنا الدنيا بأسرها بكل ما فيها......
فأرواحنا ستلتقي دائماً وابداً ان شاء الله.....
سنلتقي بالدعاء لبعضنا البعض في ظهر الغيب....
سنلتقي بجميع ذكرياتنا الحلوة والتي عشناها بين الحين والحين....
سنلتقي بجميع نقاشاتنا التائهة هنا وهناك...
سنلتقي عبر السهول والجبال والنجوم وحتى من خلال الهواء سنلتقي..
فلكِ يا أعز وأحلى ذكرى في حياتي.. أسمى وأنقى وأطهر دعاء لكِ ولأولادكِ ولزوجكِ بالتوفيق والسعادة والهناء....
في ظل رضى الله سبحانه وتعالى...
وأنا على ثقة بالله أولاً ثم بقدرتكِ... على الخروج من وسط كل الأمواج والمتاعب والصعوبات التي ستواجهكِ في تلك البلاد البعيدة... وذلك بمركب ذي شراع متزن وقوي لترسي به على شاطئ أمن ومستقبل زاهر لكِ ولأسرتكِ بإذن الله...
اكتب لكِ هذه الرسالة ليلاً وعلى طاولة مطبخي بعد ما عز عليّ النوم وفي النهاية بماذا أوقع باسمي أم بذاتي فأنتِ ذاتي يا صديقتي..
🌺(الكاتبه:سعاد زقوت)🌺
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق