قضيتنا الأولى
أرض القداسة من يعيد حماها
هذي فلسطين التي نهواها
أرضٌ بها التاريخ أعلى صرحه
ودم الشهيد مشبَّعٌ بثراها
بل بوركت تلك البقاع وربها
في سورة الإسراء قد سمّاها
القبلة الأولى ومسرى المصطفى
بعقيدتي إذ بجّلت أقصاها
فالمسجد الأقصى سراج معارجٍ
هو في السماء بنوره يتباهى
أمّ النبي بصحنه يوم السرى
رسل الإله يوحدّون إلاها
هي جرح يعرب والدواء مغيّبٌ
صرخات شعبٍ زلزلت أصداها
وتناحرت و تنازعت من أجلها
أممٌ فأنّتْ و الدجى أضناها
وعروسنا عُشقتْ برغم دموعها
أرواحنا مفتونةٌ ببهاها
هي جنة الرحمن جادت بالكلا
وببقلها و بفومها و جناها
وبها الشواطئ و الجبال تزينها
أبهى بلادٍ جلّ من سوّاها
ليست ملاذا للذين تقاعسوا
عن فتحها هلّا رنوا لسواها؟!
قدموا ليَعلوا فوق أشلاء الورى
بمجازر كل النهى تأباها
هم جاوزا بعتوّهم و ببغيهم
حد الضلال و كمّموا الأفواها
ذي دار جدي فاخرجوا ذي بلدتي
ومساكن الأجداد لن ننساها
يافا لديها ذكريات عشيرتي
ولجدتي بيتٌ به أشذاها
كم نسّقته و نظّفت عتباته
و صغارها يلهون في أفياها
سُرقت طفولتهم وغاب أمانهم
هجم العدوُّ وجدتي أشقاها
نزح الجميع لكي يصونوا عرضهم
وبيوتهم تركوا تلوك خواها
والكلّ يذكرُ ما جرى في نكبةٍ
جيلٌ تشرذم و اكتوى بلظاها
فالإحتلال حكايةٌ لا تنتهي
وهزيمةٌ و تقهقرٌ فحواها
وخيانةٌ و خديعةٌ و تكالبٌ
آلام قلبٍ ما اشتكى إلاها
عنان محمود الدجاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق