مكارم الأخلاق
بقلم د. أمل مصطفى
إن الأخلاق الحسنة هو أعظم ما تعتز به الأمم وتمتازعن غيرها ، والأخلاق تعكس ثقافة الأمة وحضارتها ، وبقدر ما تعلو أخلاق الأمة تعلو حضارتها وتلفت الأنظار لها ويتحير أعداؤها فيها ، وبقدر ما تنحط أخلاقها وتضيع قيمها تنحط حضارتها وتذهب هيبتها بين الأمم ، وكم سادت أمة ولو كانت كافرة وعلت على غيرها بتمسكها بمحاسن الأخلاق كالعدل وحفظ الحقوق وغيره ، وكم ذلت أمة ولو كانت مسلمة وضاعت وقهرت بتضييعها لتلكم الأخلاق ..
نتجت الأزمة الأخلاقية فى المجتمعات عندما اصبح الناس لا يخافون الله ولا يستحيون منه، واستطاع البعض أن يَخدَعوا الناس ويتلاعَبون بهم بكلِّ سُهولة ، ممَّا شجَّعهم على ممارسةِ المزيد مِن أصناف الأخلاق السيِّئة ، وهم يظنُّون أنهم يحقِّقون إنجازاتٍ كبيرة ، يستحقُّون الاحترام والتقدير عليها، خاصَّة في ظل سكوت الصالحين، وتشجيع المنتفِعين.
وسبب الأسباب في ذلك جهلُ الأمة بدِينها ، الناشئ عن غيابِ أو تغييب دَور العلماء بقصْد أو بغير قصْد عن توجيه الأمَّة، فاصبح الجهل بأصول الدين وفى المعاملات بين الناس السبب الرئيسيى فى تردى الاخلاق فى المجتمع.. ولكن ما الحل فعندما ينتشر الكذب والخداع والكبر وتنتزع الرحمة من القلوب لبعضنا البعض هل فى هذه الحالة ننتمى للإنسانية بشىء ؟ هل ننتمى الى الرسالات السماوية التى تحث على مكارم الأخلاق والفضيلة بشىء؟ هل نقتدى بمعلمنا وحبيبنا وشفيعنا ورسولنا الكريم الذى قال الله تعالى فيه (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيم ) ، ولقد جاءت هذه الآية تصف أخلاق النبي عليه السلام التي ظهرت على أحواله وسلوكيّاته، فجمع في نفسه من كلّ فضيلة وخصلة جميلة، فقد كان عليه السلام رفيقًا رحيمًا بالناس، وليّن الجانب، وموفور العقل، وشديد الحياء، وكثير العبادة، شجاعاً، وصبوراً، وذا مروءة، كريماً سخياً ، وكان عليه الصلاة والسلام خير الناس لأهله، حسن المعشر لأزواجه، يكرمهنّ ويحسن إليهنّ، ويتلطف بهنّ، ويعين أهله في عمل المنزل، ويكون في حاجتهم. بشوش الوجه مبتسما يسطع النور من وجهه كقمر يتلألأ ليلة البدر ، وهو الرحمة المهداة للعالمين..
إذا أردْنا أن يغيِّر الله حالنا إلى أحسن حال علينا أن نبدأ بتغيير أنفسنا إلى ما يُرضي الله، ونربى أبناءَنا على ما يُرضي الله، وتكون الأخلاقَ الحَسَنة بيننا في معاملاتنا مع أُسَرنا وفي أعمالنا، ومدارسنا وجامعاتنا، حتى يغيِّر الله حالَنا إلى أحسنِ حال، ولا بدَّ مِن ابتكار كل الوسائل واتباع كلِّ سبيل يؤدِّي إلى تغييرالأخلاق السيئة إلى أخلاقٍ سليمة، ومهما كانتِ الخسائر، فإنَّ المكاسب والفوائد لا تُقارن بثمن عندما يشعرالإنسان بصفاته الإنسانيه تتجلى فى اروع صورها بتطبيق مكارم الاخلاق...
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيء الأخلاق فإنه لا يصرف سيء الأخلاق إلا أنت..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق