قصة قصيرة
العنوان / ضحية الريح
= = = = = = = = = = =
انتظار الفجر بعد ثلاثين من العمر مضت يستحق التأني ، الحاح الأهل علي للزواج لم يؤتي ثماره ، فتاة جاءت تحمل مواصفات الامل ، انها زميلة جديدة في العمل ، لم يدم هدوء العواطف كثيرا ، تعارف سريع ، توافق بين الأحلام ، قال لها :
_ كنت اجدك في الآفاق فرقدا ، شاع للناس أن قلبي جلمدا ، لجأت إلى خيالك فصرت اتنهدا ، حدثتك ولم أرى لك صورة بكل حنان وتوددا ، تأخرتي كثيرا عن لقاءنا والموعدا.
نظرت له بعيون أنثى حالمة ، صارت مثل فراشة تتراقص على الورد الربيعي ، كأنها ظمأنه لهذه اللحظات ، فأجابت :
_ الليل كان طويل علي وحساس ، اصارع فيه وسادتي والنعاس ، محزون قلبي لكن روحي كانت هي مقياس ، ان الهوى سيدق بابي ويبعثر الانفاس ، وها انت يسطع نورك على قلبي ليبدد الوساس ، ويقطع حديث الناس ، الذي طال .... لم انا لم تقرع لي طبول الاعراس .
كانا ينتظران بعضهما في عالم برزخي رحيب ، أمتزجت ارواحهما بماء النقاء ، سرعة اللقاء والتواصل كأنهما كانا على موعد مع قدرهما ،
صارا يرسمان لوحة الايام بفرشاة الأماني ، بنيا قصور عشقهما ظنا انها ستعلو ، قال :
_ أريد أن ان أبوح لك بخبر ، واتوج هوانا بانتصار وظفر ، وأعلن زواجنا لكل البشر ، القلب كثيرا قد انتظر ، وطال عليه السهر .
فرحت وراحت تتطاير مع النسيم ، قالت :
_ سأملأ لك الدنيا زهورا وبساتين ، اطارد الأفراح لك في كل الميادين ، ولن اخونك بطرفة عين ، لكن هل يرضون أهلك ان تتزوج من أمراة من غير دين ؟
بهت ، وسكت ، رجع الى أهله موضحا الأمور ، هنا كانت ثورة أبيه :
_ أياك ان تكمل حديثك او تقول ، لنا عاداتنا وتقاليدنا والأصول ، لقد جئت شيئا مهول ، يخالف افكارنا والعقول ، تريد ان ترمي باولادنا للمجهول ؟ وتتركنا ضحية أفواه الشباب والكهول ، لن يتم الأمر وأن تكالبت الاسنة والنصول.
صورة مماثلة عند أهل الفتاة التعنت ركب الرؤوس ، الرفض عند الجميع ، عشقهما في مهب الريح ، الحيرة صارت تصارع عشقهما ، اختنقت العبرات وتعالت الاصوات :
_ الى متى نبقى نعيش الجهل ، بين تقاليد بالية وبين هذا قال وهذا سأل ، كم فكرا باليا لغرام نقي قد قتل ، تبا لما حكم به علينا الأهل ، سابقى انتظرك أمل ، مهما طال بي الأجل....
صاحت الفتاة بصوت كله عبرات :
_ سأوقد لهوانا الشموع ، كل ليلة وأحيطها بالدموع ، وارسمك بصورة قمر كله سطوع ، لن أقول القلب موجوع ! بل سأقول الريح عاتية فأسقطت غرامنا مصروع.
بقلمي... محمد الباشا/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق