السبت، 17 أبريل 2021

ضحية الروح للمبدع/محمد الباشا

 قصة قصيرة 

العنوان / ضحية الريح

= = = = = = = = = = = 

انتظار الفجر بعد ثلاثين من العمر مضت يستحق التأني ، الحاح الأهل علي للزواج لم يؤتي ثماره ، فتاة جاءت تحمل مواصفات الامل ، انها زميلة جديدة في العمل ، لم يدم هدوء العواطف كثيرا ، تعارف سريع ، توافق بين الأحلام ، قال لها :

_ كنت اجدك في الآفاق فرقدا ، شاع للناس أن قلبي جلمدا ، لجأت إلى خيالك فصرت اتنهدا ، حدثتك ولم أرى لك صورة بكل حنان وتوددا ، تأخرتي كثيرا عن لقاءنا والموعدا. 

نظرت له بعيون أنثى حالمة ، صارت مثل فراشة تتراقص على الورد الربيعي ، كأنها ظمأنه لهذه اللحظات ، فأجابت :

_ الليل كان طويل علي وحساس ، اصارع فيه وسادتي والنعاس ، محزون قلبي لكن روحي كانت هي مقياس ، ان الهوى سيدق بابي ويبعثر الانفاس ، وها انت يسطع نورك على قلبي ليبدد الوساس ، ويقطع حديث الناس ، الذي طال .... لم انا لم تقرع لي طبول الاعراس .

كانا ينتظران بعضهما في عالم برزخي رحيب ، أمتزجت ارواحهما بماء النقاء ، سرعة اللقاء والتواصل كأنهما كانا على موعد مع قدرهما ، 

صارا يرسمان لوحة الايام بفرشاة الأماني ، بنيا قصور عشقهما ظنا انها ستعلو ، قال :

_ أريد أن ان أبوح لك بخبر ، واتوج هوانا بانتصار وظفر ، وأعلن زواجنا لكل البشر ، القلب كثيرا قد انتظر ، وطال عليه السهر .

فرحت وراحت تتطاير مع النسيم ، قالت :

_ سأملأ لك الدنيا زهورا وبساتين ، اطارد الأفراح لك في كل الميادين ، ولن اخونك بطرفة عين ، لكن هل يرضون أهلك ان تتزوج من أمراة من غير دين ؟

بهت ، وسكت ، رجع الى أهله موضحا الأمور ، هنا كانت ثورة أبيه :

_ أياك ان تكمل حديثك او تقول ، لنا عاداتنا وتقاليدنا والأصول ، لقد جئت شيئا مهول ، يخالف افكارنا والعقول ، تريد ان ترمي باولادنا للمجهول ؟ وتتركنا ضحية أفواه الشباب والكهول ، لن يتم الأمر وأن تكالبت الاسنة والنصول. 

صورة مماثلة عند أهل الفتاة التعنت ركب الرؤوس ، الرفض عند الجميع ، عشقهما في مهب الريح ، الحيرة صارت تصارع عشقهما ، اختنقت العبرات وتعالت الاصوات :

_ الى متى نبقى نعيش الجهل ، بين تقاليد بالية وبين هذا قال وهذا سأل ، كم فكرا باليا لغرام نقي قد قتل ، تبا لما حكم به علينا الأهل ، سابقى انتظرك أمل ، مهما طال بي الأجل....

صاحت الفتاة بصوت كله عبرات :

_ سأوقد لهوانا الشموع ، كل ليلة وأحيطها بالدموع ، وارسمك بصورة قمر كله سطوع ، لن أقول القلب موجوع ! بل سأقول الريح عاتية فأسقطت غرامنا مصروع. 


بقلمي... محمد الباشا/ العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آه وآه يازمن للمبدعة/مها بركاااات

 ،،،،،،،، آه وآه يازمن،،،،،،،  @@@@@@@@@ آه منك يازمن.. ياللي ملكش أمان كم واحد فيك صالح... وللعِشرة صان كم واحد فيك تمام... راهنت عليه يازم...