قصة قصيرة
العنوان/ أجنحة الأثم
= = = = = = = = = =
ابنتي الكبيرة كانت دائما تستحوذ على عقولنا في كل نقاشاتنا ، تدخل على بيت العائلة كقطعة ثلج بيضاء ، رقيقة ناعمة تمنح جلستنا القا ، نستعير منها نضجها وعقلها الواعي لتفتيت الصخور التي تعترض طريق أحدنا ....
حطت رحالها المعتاد في بيتنا هذا اليوم مضطربة ، اجفانها افرغت دموعها ، بانت ملامح السهر ، تغير وجهها كان يحمل رسالة ، الجميع كان ينتظر انكشاف سحب الفوضى التي نزلت علينا فقلت لها :
_ أبنتي ... من الذي أطلق لدموعك البلورية العنان ، لم ذبلت منك العيون والأجفان ، من عبث بصورتك الناصعة وترك قلبك تائها حيران ، لا تضربي يد الندم قبل الأوان ، لا تركبي أمواج الغضب وتأخذك الى الخسران ، الأنفجار المتسرع فشل للعقل ومسايرة الشيطان .
لملمت البنت بقاياها الباهتة وأعضائها المتوترة مستجمعة قواها وقالت :
_ الخيانة وشم عار باق مدى الأيام ، لم أكن متأكدة منها حتى تبددت الأوهام ، وجدت زوجي قد أغتنم فرصة غيابي وأراد أن يرتكب الأثام ، مع أمراة على فراشي لكنني جئت قبل الجريمة وحصل الصدام ، تبا له ما حفظ العهد رماني بالسهام ، نوى الخزي والله أحضرني قبل وقوع العار والأجرام .
بينما نحن كذلك واذا بصاحب الخطيئة يدخل علينا باقدام مرتبكة ، ووجها بانت عليه أثار الخجل ، فقال بلغة الندم المذلة:
_ طريق الخطأ قشعريرته ستلازمني ، انا لا التمس لقبح فعلتي عذرا لكن لعل قلبك يرحمني ، وأنما أطلب حكمة العقل وان لا تتركيني للحسرات تهزمني ، أريدك ان تضعي حدا لذنوبي التي ترافقني ، أنظري لصرحنا ولبيتنا فالنار راحت تلتهمه وتحرقني .
رحل وتركها تستحضر كل قواها لاتخاذ القرار فحدثت نفسها بصوت عالي :
_ أنبائي الساخنة ستتصدر صحف النساء ، فراغ الساحة سيجعل منه وحشا بلا انكفاء
التسامح ربما خطأ لكنه أهون الأخطاء ، سأحافظ على عائلتي من الأهواء ، واسعى لجعل ذلك المشهد كابوسا في ليلة غبراء ، سأسحق على ألمي من أجل البقاء ...
بقلمي ...محمد الباشا/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق