الأحد، 20 يونيو 2021

حوار مع النفس بقلم/د. محمد القصاص

 حوار مع النفس

قصيدة

بقلم الدكتور محمد القصاص


من منبع الحبِّ نروي كأسنا ظمـــــأً *** تدنو إلى الرُّوحِ أحلامي فتُحييهـا

وامض إلى النفسِ ذكِّرها بما جرحــتْ *** هل تنفع الروض أشعاري فأُلقيهــــــــا

فادعُ من الغيبِ أوهامي وخاطبَهَـــا *** واستمطرِ الغيمَ يا لحني ولبيهــــــــا

واستعتبْ الصَّحبَ لا تخشى ملامتهُمْ *** والسَّيئاتِ إذا ما اسْطعتَ جافيهـــــــا

واسكبْ على الشَّوقِ نيراني لتُطفئَـهُ *** واستفتح الرِّيحَ قبلَ الفَجر تأتِيهـــــا

واستقريءِ البوحَ في أعماقِ أوردتي *** تحيي به النَّفْسُ أو تكشفْ خوافيهــــــا

تلقى المشَاعر في قلبي مجلجلـــــةً *** حينا لعَمْرُك أشقتني قوافيهـــــــــــــا

حتى الجداولُ من حولي تُسائلنــي *** إنْ كان شوقيَ للأشعار يثريهـــــا

هذا مُحالٌ ، أهل أسلوك يا وطنــــي *** ولا المرابعَ من زانتْ روابيهـــــــــــــا

والذكرياتِ التي أودعتُها حِقَبَــــــــاً *** في مهمه العمرِ ما زلنا نُواسيهـــــــا

سائل صدى الذَّاتِ هل يغفو فتُدركُهُ *** تلكَ السُّنونُ أو انَّ العمرَ يُظنيها

ما كلُّ حيٍّ يرى في العيش مطلبَــهُ *** إذا السُّويعاتِ فرَّتْ من ثوانيها

خالي الوِفِاضِ كما أشقيتني تعبَــــا *** واحتارتْ العينُ بل جفَّت سواقيهــــــــا

أرجهْ بحقِّك لا تقسو فتتعبنـــــــــي  *** وارحمْ فؤاديَ أن يَشقى فيُشقيهــــــــا

يا عاشق الزَّهرَ والنُّوارَ مـــن أزلٍ *** هل شاقكَ الثَّغرُ والتقبيلُ يُشجيهـــا

إرحم مُحِبَّا إذا ما نالهُ نصَـــــــــبٌ *** وامسحْ جُروحا هنا بالنزف تَرويها

وجاهد النفسَ كي تنأى وتكتبنــــي *** هل يَهجرُ البلبلُ الغِرِّيدُ واديهـــــــــــا

هادن بها النفس لا تنسى فتُرهقَنا *** واسقي المرابع أنَّى شئت واسقيها

يا للمحيطاتِ كم جُزنا شواطئهَــــا *** فليعتب الحزنُ ما جُزنا مراسيهــا

يا شاطيءَ العمرِ هل تدنو لتذكُرَنِي *** إنِّي المتيمُ بل فادن لتُشفيهـــــــــــــا 

قل لي بربكَ هل تأتي فتمنَحَنَــــــــا *** شيئا من الوِدِّ أم تنْسى فنُنْسيهــــــــا

ظمآنُ والنبعُ من حولي أناظـــــرهُ *** عذبا فراتا كطعم الشَّهدِ في فيهـــــا

قصيدتي اليوم لا توليكِ مَعْــــــذِرَةً *** ولا حروفي لباغي الهجرِ يُوليهـــــا

أهجرْ كما شئتَ أو أنصِف بها قلمي *** واسألْ يَراعَك كي يدرك معانيهـا

وحاذر العينَ أن تبكي فتحزنَنِــــــي *** وحاذر العَتمَ أن يغتال ما ضيهــا

سفينة العُمر قد سارتْ بأشْرعتــــــي *** صوب العبابِ وقد ضلَّت مراسيها

في شاطيء الحُزن أوقفنا مراكبَنَـا *** إنا يئسنا وقد تاهت مراسيهـــــا

يا مدَّعي الودَّ إن جفَّتْ منابِعَــــــهُ  *** هل تدمعْ العينُ إن جفَّتْ مآقيهـــــــا

إني قصدتُكَ لا أدرِي فقد تعبَـــــــــــتْ *** مني الجوارحُ فلتأتي لتشفيهـــــــا

أنت بها النفسُ من آلامها زمنـــا *** في ظلمَة الليل لم نحْصِ مآسيها


دكتور محمد القصاص الاردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آه وآه يازمن للمبدعة/مها بركاااات

 ،،،،،،،، آه وآه يازمن،،،،،،،  @@@@@@@@@ آه منك يازمن.. ياللي ملكش أمان كم واحد فيك صالح... وللعِشرة صان كم واحد فيك تمام... راهنت عليه يازم...