الثلاثاء، 22 يونيو 2021

سقوط الأمة بقلم/صخر العزه

 سقوط الأمه بين الجمود والجحود


العرب أشرف أمة     من شك في قولي كفر

أتساءل وأسأل الشاعر هل حقاً نحن أشرف أمه ، فلو كان  الشاعر بيننا ونظر الى حالنا وحال أمتنا لبكى حرقة ودما على ما آلت اليه هذه الأمه من تردٍ ومذلة ومهانه ، ولكن أقول نعم نحن أشرف أمه وقد كرمنا الله وأعزنا بالإسلام دينا وبمحمدٍ رسولا إلينا واصطفاه على العالم أجمع عليه أفضل الصلاة السلام وبالقرآن الكريم كتاباً وباللغة العربيه وبسنة نبينا هدىً وبيانا ، فالإسلام دين ودوله ، فبه وصلنا الى أصقاع العالم وجمعنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً على هدى نبي الله ، فنشرنا الدين ، وأخرجنا الناس من الضلال الى الهدى ، وبالاسلام نشرنا الحضاره والرقي والتقدم ، والأخلاق الحميده الساميه التي كان يشهد لها القاصي والداني ، فكانت الفتوحات الاسلاميه منذ خلافة الراشدين الى الامويين والعباسيين حتى الخلافه العثمانيه ، كان يشار لنا بالبنان وكل الأمم تهابنا وتقدرنا لا خوفا منا  ولكن لعظمتنا وقوتنا التى لم تكن لتكون إلا بتمسكنا بديننا 

فما الذي غير الأحوال ، والسبب هو لأن الأمه وقعت بين جامد وجاحد ، جامد لا يريد أن يتقدم وأن يبقى مواليا لبساطير المحتلين وللغرب الكريه وأن يكون متلقيا لما يجودون أو يمنون علينا به ، والجاحد هو الذي تنكر لعروبته ولدينه وقيمه وباع نفسه بثمن بخس للصهاينه وأوباشهم

إن مشايخ هذا العصر والذين يقولون عن أنفسهم إنهم علماء  والعدد الكبير منهم إلا من رحم ربي لا يريدون أن يتطوروا وكلما سألتهم لماذا يقولوا إن ديننا يأمرنا بذلك والدين من ذلك براء ، ولكن هذا ما يمليه عليه حكامهم ، ويفتون لهم حسب ما تقتضيه حاجتهم ، فلو عادوا هؤلاء الشيوخ الى تاريخنا ونظروا الى علماء الامه أمثال ابن تيميه والعز بن عبدالسلام ، كيف كانوا يقفون في وجه حكامهم ، ويتعرضون للسجن وللمزيد من الأهوال ، وكانت لهم كلمتهم بالحق ، فبالإسلام بنينا حضارات وتقدمنا وكم من دراسات لا تزال في جامعات الغرب تدرس من مراجع عربيه واسلاميه ككتب إبن سينا والقزويني والخوارزمي والزهراوي والرازي وغيرهم كثر، وكم من الكتب والدراسات سُرقت بعد سقوط الاندلس ونُسِبت لهم وقد كان في الاندلس اكثر من  عشر جامعات كان الاوروبيون يأتون للدراسه في الاندلس وقد كانت نسبة الاميه في مجتمعاتهم تصل الى 99% ، فاليعودوا هؤلاء الجامدون الجاحدون الى قول الله عز وجل في سورة العلق ونزّل فيها أول آية في القرآن الكريم تحض على التعليم : ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علّمَ الإنسان ما لم يعلم ) وفي سورة المجادله تقول الآيه الكريمه : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وفي احاديث رسول الله تجد احاديث كثيره تحض على العلم ومنها  حديث رسول الله : ( من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا الى الجنه ، وإن الملائكه لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، إنما ورثوا العلم فمن أخذ منه فقد أخذ بحظ وافر) وقال : طلب العلم فريضة على كل مسلم  

فماذا ينقص أمتنا فالله عز وجل حبى هذه الأمه وانعم عليها بعطاياه وفيها التكامل في كل شئ فلماذا نبخس انفسنا ونكون صغارا وقد قال الله عنا : كنتم خير امة أخرجت للناس

أما الجاحدون فهم من تنكر لدينه ولعروبته ، ويريدون أن يطبعوا الأمه بكل ما هو غربي وبعيد عن دينهم وتعاليمهم ، وإنكارهم لماضيهم ، فديننا لا يمنع التطور وبه سُدنا العالم بكل شئ ، وانظروا الى دول اوروبا التي كانت في عصور الظلام وكانوا يأتون الى الدول العربيه للتعلم ، واليابان هل ما حصل فيها من دمار هل منعها من ان تعيد ترتيب نفسها وبدون التخلي عن معتقداتها  هل هذا منعهم ان يبتعدوا عن دينهم ، وقد قال الأديب شكيب ارسلان : إن آفة الإسلام هي الفئه التي تريد أن تلغي كل شئ قديم دون نظر فيما هو ضار منه أو نافع ، وهذه الفئه لا ترضى بإدخال أقل تعديل على اصول التعليم الإسلامي ظنا منهم أن الإقتداء بالكفار كفر وأن نظام التعليم الحديث من وضع الكفار ، ونسوا أن الاسلام وضع باب الإجتهاد حسب تطورات الحياه وأن القرآن الكريم لك زمان ومكان ، وقد ضرب شكيب أرسلان مثلا اليابان التي قال إنها أمه كانت منغلقه على نفسها إلا أنها بعد النهضه العصريه تلافت اليابان ما كان بشكل مذهل إلا أن الماضي ما زال عند اليابانيين مقدسا معظما في جميع طبقاتهم ، لأنه في هذا الماضي المقدس يجد اليابانيون جميع شعورهم بقيمتهم الحاضره ، فلماذا لا نسمي اليابان واوربا رجعيه بتدينهما ؟ وهم يعتصمون بدينهم وقيمهم الموروثه ، وعندما يأتي المسلم للإستمساك بقرآنه وعقيدته وآدابه وقيمه يصبح ذلك رجعيه 

إن ما يحصل من ترد في أمتنا ومن تطاول الصهاينه والغرب علينا هو لأننا ابتعدنا عن ديننا ، فأصبحنا اضحوكة لهم فيخرج أمثال ترامب عراب المواخير والداعرات ليملي علينا شروطه ويفرض على الأمة صفقة القرن وما هي إلا بصقة في وجه كل من هادن ووقع ورضي بها ، ويأتي المتصهينون الصاغرون للتطبيع مع الصهاينه ، ولن يكون هذا إلا وبال عليهم ،لإنه لا يحق إلا الحق ، ولكن أقول في النهايه

 من يهن يسهل الهوان عليه     ما لجرح بمية إيلامُ 


صخر العزه 

عمان – الاردن 

21/8/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آه وآه يازمن للمبدعة/مها بركاااات

 ،،،،،،،، آه وآه يازمن،،،،،،،  @@@@@@@@@ آه منك يازمن.. ياللي ملكش أمان كم واحد فيك صالح... وللعِشرة صان كم واحد فيك تمام... راهنت عليه يازم...