الحلقة الأولي:
سهام تلميذة في الصف السادس الابتدائي ،متفوقة جداً في دراستها ،حلم عمرها تكون دكتورة .زملائها هشام وإبراهيم هما أصدقائها المقربين ،من الحضانة وهم مع بعض.
لكن سهام كانت ميالة شوية لهشام،كانت بتحس بشعور غريب جواها إنه لو تعب أو غاب من المدرسة بتقلق جدآ عليه.ونفس الاحساس كان عند هشام .لو شاف سهام يوم في المدرسة قاعدة زعلانة،يفضل يسأل نفسه"ياتري مالها!!؟ أيه اللي مزعلها؟؟ ويفضل يتحايل عليها لحد ما تقول له مالها.ساعات كانت تحكي له مثلاً علي خناقة بينها وبين حد من زميلاتها.وهشام كان يرد عليها بكل عفوية"ولا تزعلي نفسك،إنتِ عشان متفوقة وجميلة عنهم ،بيغيروا منك " وهي كانت تبتسم له ابتسامة خفيفة.
الامتحانات خلاص علي الأبواب وسهام وهشام عمالين يذاكروا ليل ونهار عشان يجيبوا مجموع حلو لأن هشام كان نفسه كمان يبقا دكتور زي سهام ،وكل إما يحسوا إنهم كبروا مرحلة ،وقربوا علي تحقيق حلمهم يذاكروا أكثر وأكثر.وكان دائماً هشام يقول لها"إحنا إن شاء الله لازم نكون حاجة فريدة من نوعها ،وزي ما دخلنا الحضانة مع بعض ،نتخرج برضو من الجامعة مع بعض".
إبراهيم زميلهم كان له حلم تاني خالص، نفسه يطلع مهندس زي باباه وأخوه الكبير علاء ويشتغل معاهم في الشركات . وكانت حالة إبراهيم المادية أحسن بكتير من سهام وهشام .
خلصت الامتحانات ،والثلاثة نجحوا بتفوق ،ودخلوا الاعدادي برضو مع بعض.طبعاً سهام كانت جميلة جدا ،أجمل بنت في الفصل بالإضافة لذكائها.كل المدرسين كانوا بيحبوها عشان شطارتها. إنما هشام كان بيحبها عشان جمالها الأول وبعدين شطارتها.
الثلاثة طبعاً في مرحلة مراهقة،تعلق سهام بهشام زاد جدآ وكان نفس الحال عند هشام ،مكنش شايف غيرها من بين كل البنات..إبراهيم بقا مكنش في دماغه حب ولا كلام فاضي من ده ،كان كل همه يذاكر كويس عشان يبقا مهندس .
وبعد سنتين دخلوا الشهادة الإعدادية،وسهام حلاوتها كانت بتزيد يوم بعد يوم،وكانت لافتة كل الأنظار .هشام كان بيغير اوي عليها لو حد من زميلهم بص لها .
مرة وهما مروحين مع بعض هشام قال لسهام "اول ما ندخل الجامعة أنا هكلم بابا وماما عنك وأخطبك وبعد الجامعة نتجوز" سهام كان باين عليها الكسوف أوي وهي بتسمعه وإحمرار خدودها كان فاضحها. إكتفت بابتسامة خفيفة ودخلت بيتها ،بس بينها وبين نفسها كانت طايرة من الفرحة بكلام هشام لأنها كانت بتحبه زي ما هو بيحبها.
تاني يوم هشام شافها ،راح ناحيتها وكلمها بهمس"يعني مقولتيش أيه رأيكِ في كلامي إمبارح،أنا حاسس إن يعني فيه قبول بس عاوز أسمعها منك" سهام خدودها إحمرت وردت عليه بعصبية " وبعدين بقا ياهشام ، أعتقد إننا لسة صغيرين علي الكلام ده" .
ولسة هتمشي شد إيدها وهمس لها"لو إنتِ شايفة نفسك صغيرة ،أنا مش صغير ،وشايفك أجمل عروسة "شدت سهام إيدها بسرعة وجريت علي البيت .
تاني يوم سهام مجتش المدرسة وهشام كان قلقان جدا عليها ،غابت أسبوع كامل من المدرسة والدروس وهشام هيتجنن من القلق عليها وعمال يكلم ويرد علي نفسه "ياتري هي تعبانة!!؟حصل لها حاجة!! زعلت من كلامي !!؟؟
"آه ..ممكن تكون زعلت." طب أعمل أيه الوقتي !!؟؟
وأشوفها وأصالحها إزاي!!؟؟
سهام أخيراً بعد أسبوع راحت المدرسة.أول ما هشام شافها جري عليها زي المجنون وبصوت كله توتر وعصبية "إنتِ كنتِ غايبة ليه!!؟؟قلقتيني عليكِ"
كل البنات ضحكوا وهي إتكسفت اوي وخدودها إحمرت
وبصت له بزعل ولسة بتمشي شد إيدها وهمس لها بحنية" أنا آسف عشان عليت صوتي بس والله كنت هتجنن من القلق عليكِ ،وكنت خايف اوي ليكون كلامي آخر مرة ضايقك" بصت له بإبتسامة وقالت له برقة لما حست فعلا إنه كان قلقان عليها "أنا اللي اسفة ياهشام...""وبعدين هو إحنا مش داخلين علي إمتحانات،
عشان كده كنت غايبة... عشان أذاكر، وياسيدي حقك عليا ،لما أغيب تاني هبقا أعرفك قبلها ".
"آه والنبي ياسهام،متنسيش تعرفيني عشان والله كنت قلقان عليكِ اوي " وبصوت كله رقة"حاضر ياهشام".
وابتسمت له ومشيت مع البنات.
مشي هشام لوحده للبيت ،وطول الطريق وصوت سهام الرقيق بيرن في ودانه.وكان طاير من الفرحة أن سهام بخير وأنها مزعلتش من كلامه آخر مرة !!!!!!
**############**
**تغيير مسار**
**مها بركات**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق