عيناك الآن ياسيدتي
كلما تبقى لي بين الأراضين السبع
وسأتيمم بهما لصلاة عشقي
على الرموش المخملية
بين سنن الوتر والشفع
عيناك ياسيدتي نقطة ودائرة
وأشياء في ثورة الريح حائرة
أنا لأنا وعيناك لأنا
وأنت لأنت وأنت
لكلي أنا
ونحن الإثنان الضرورة التي تبيح المحضور من الشرع
عيناك الآن يا سيدتي آخر جسر تبقى لي
وآخر ممر يتبنى خطواتي في البرج البابلي
وآخر توسلاتي في قلنسوة السحاب
كي يتصبب عرقا وتهيج الكلمات مع الزرع
أنا الذي لولاك لما الآن أنا
أنا وأنت الذين عرفنا الحب ورسمنا له المنحنى
وجعلنا له عينين ولسانا من المنى
ووهبناه قبستين من روحنا
وفتحنا له خلجان المرجان موطنا
ومحيطا يذرفه حين يحن لثدي الحبيبة من الدمع
عيناك الآن يا سيدتي أسطورتي التي التقطتني من لفاقتي
والفتوى التي كفرتني وأنكرت نبؤتي وإمامتي
والنقيض الذي ألقى عبثيته على وجوديتي
وسفر العشاق الذين احترقوا مع الفتيل الأخير من الشمع
وكل ليال الشتاء المقمرة الحافية القدمين
وعزيف العوالم وبوابات الكون وسر الثقلين
عيناك شحنة جمال يتنافسها قمرين
وانكسار وانفجار ولجوء ونفي من هوازن لحنين
وذاك الخجل الذي ألجمني عرقا إلى الأذنين
وتلك الدبابات التي أمطرتني وأخمدت ثورتي بالقمع
عيناك تجليات المرجان في عرس النوارس
وتلك الغصة التي رسمها الغبار في عمق الفوارس
وما سقط من السحاب عاري الصدر ليعانق الرملة الذائبة في حضن الودع
عيناك ذاك العبق في صدى المحاريب
وذاك الإنتظار المتجسس على شهب المكاتيب
ومخطوط تحت جدار الصين ينام ألفا
وحين الغمزة الكبرى ينشق الجدار من الفزع
ولا أجدني الآن غير متهالك على سفود الهوى
أراقب ذوبان قلبي الحنيذ وأسبح ربي
فلله ما أعطى ولله ما أمسك ومنع
خالد فريطاس الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق