الخَطِيئَة.
كُلَّمَا صَلَّيْتُ فِي مِحْرَابِ عِشْقِك،
أَلْمَحُ النُّورَ يُدَوِّي فِي ثَنَايَا مُقْلَتَيْكِ.
كُلَّمَا سَبَّحْتُ غَوْصًا فِي الشِّفَاه،
أَشْهَدُ أَنَّ الإلَهَ قَدْ رَمَانِي بِخَفَايَا نَاظِرَيْكِ..
كُلَّمَا سَاءَلْتُ نَفْسِي عَنْ خَفَايَا السِّرِّ مِنْ هَذِي البَلِيّة،
صَارَ عِنْدِي أَنَّ دَهْرِي يَرْسُو عِنْدَ ضِفَّتَيْكِ..
يَا إِلاَهِي....
هَذِهِ حَوَّاءُ زَاغَتْ أَكَلَتْ طَعْمَ الحَرَامِ..
غَرَّهَا الشَّيْطَانُ جَهْرًا فَعَلَتْ فِعْلَ اللِّئَامِ..
كَيْفَ يَصْفُو دَاءَهَا لِلْحُبِّ شَوْقًا؟
كَيْفَ أَصْبَحْتُ أَسِيرًا عِنْدَ مَنْ كَانَ حَرَامِي؟
رغْمَ هَذَا عِنْدَمَا فَتَّحْتُ عَيْنِي لِلْحَيَاةِ لاَمَسَ القَلْبُ شُغَافَك،
عِنْدَمَا تُهْتُ وَحِيدًا فِي الحَيَاةِ كُنْتِ مِنِّي فِي تَبَارِيحِ اشْتِعَالك.
كُنْتِ دَوْمًا مَا بِهِ فَارَقْتُ حِسِّي وَتَعَالَيْتُ لِأَمْرٍ فيهِ جَارَيْتُ خَيَالِكْ،
أَنْتِ مِنّي بَعْضُ نَفْسِي، فِيكِ مَا فِي القَلْبِ مِنْ يَأْسٍ وَبَأْسِ..
فِيكِ سِرِّي، فِيكِ أَشوَاقِي وَأَنْفَاسِي وَتَعْسِي.
كَيْفَ يَغْدُو القَوْلُ عَنْكِ قِطْعَةَ حِقْدٍ بِرَأْسِي؟
طَارَدُوكِ مِنْ زَمَانِ البَدْءِ بِسِهَامِ القَوْلِ رَمْيًا،
طَوَّقُوا جِلْدَ القَبيلَة، أَكَلُوا الثَّمْرَةَ سَبْيًا،
عَلَّمُوكِ نَكْهَةَ القَصِّ الطَّوِيلِ كَيْ تظَلِّي شَهْرَزَاد..
تَسْفَرُ بالحَكْيِ لَيْلاً مِنْ بِلادٍ لِبِلاَد.
وَتَعُودُ مِنْ بِعَادٍ وَبِعَادٍ وَبِعَاد،
لِتُزَكِّي شَهْرَيَار...
وَتُصَلِّي للفُحُولَة كُلَّمَا طَلَعَ النَّهَار.
كَيْفَ أَصْبَحْتِ أَسِيرَة لِلْفِرَاشِ فِي القِتَال؟
لاَ وَرًبِّي، لَسْتُ أَدْرِي.. لَيْتَ شِعْرِي..يُشْفِي غِلِّي.
يُطْعِمُ رَأْسِي بِكَأْسٍ تُسْحَقُ فِيهِ النّبَال.
تُعْشَقُ فِيهِ النِّصَال..
وَيَصِيرُ السَّيفُ نُورًا يَعْشَقُ الغِمْدَ نَبِيًّا،
طَاهِرًا عِنْدَ الوِصَال.
يَسْتَوِي الإِثْنَانِ بَوْحًا،
مِنْ عَلاَمَاتِ الكَمَال.
صالح سعيد / تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق