الاثنين، 22 مارس 2021

طفلي وأقراط الحب بقلم/ زينب المالكي

 (طفلي واقراط الحب) 

صوت ضحكاته يملأ فراغ الصمت ويرسم على شفتي بسمة صغيرة .. نهضت من الفراش لاراقبه يلهو مع اقرانه في هذا الجو الدافئ في زقاق حينا المتهالك..

لازلت أسال نفسي بين الحين والحين.. اكان صوابا مافعلت ام ضرباً من الجنون

لازالت ذاكرتي تمد لي انامل التذكير بحسرة  على ما خسرت ... لأُقلب دفاتر الزمن الراحل.. بالم لذكرى ذاك اليوم  اممم.. اجل ها هي صفحة حبي المنخوب.. يوم اهداني حبيبي قرطا يعود لوالدته الراحلة مطالبا اياي بالحفاظ عليه وكانه الحياة للتعبير عن تمسكي بعشقه  حينها اذكر اني ضحكت برنين السعادة وانا اعده بفدائه بروحي ان استلزم الامر.. لاعود  في اليوم الثاني من العمل  واجد قرطي بين فكي الشاكوش والارض وجلادي الصغير.. ينفذ فيه حكما بالاعدام طرقاً حتى التناثر كذرات الغبار.. اذكر صراخي وغضبي على اخي حينها.. ذاك الصغير الذي بتفتق صراخ مقدمه خمد نور امي من الحياة.. واحال  والدي الى لوح من الجليد ينأى بنفسه عنا كغريب القوم.. لأكون لهذا الوليد اماً واب..  تصورت حينها ان عدم وفائي بوعدي لحبيبي  سيكون اكبر همومي في الحياة .. لم اتمكن حينها من الحراك وانا ارى وحشي الصغير يهم بالبكاء وهو يرى معالم صدمتي متجلية على تقاطيع وجهي.. فيختنق بالقول وهو يجيب قائلا..

_سمراء  لقد صنعت لكِ اكثر من قرط.. لترتديهما هل اخطأت؟ حينها لم امتلك سوى الابتسام بخيبة مجيبة بصوت يخنقه البكاء 

_لا  حبيبي ولكن كان يجب ان تخبرني بذلك    

 لينظر الي بدهشة من لم يغادر عامه الرابع بعد مجيباً بصوت مرتعش خوفا من ان يكون قد ارتكب خطأ ما

_ولكنه عيد ميلادك وانا يجب ان افاجئك..

التمعت عيناي بالدموع قائلة

_لقد فاجئتني فعلا ايها العزيز..

احتضنته بين ذراعي عاشقة تحتضن خيباتها بسكون..

ليرن هاتفي في ذات اللحظة  معلناً عن اتصال بنغمة من احب فركضت بلهفة المحبين وتقطع انفاس العاشقين لاجيبه

_مرحبا حبيبي كيف انت

_لما تاخرتِ بالرد  سمراء الا تعرفين بشوقي اليكِ.. كل عام وانتِ لي حبيبتي

_ وانت بخير حسن

_ مابك.؟

رويت له سبب حزني قاصةً عليه ما حدث من صغيري غيث

برهة من الصمت اعقبها صوته الملوح بسمرة الغضب.. حسنا لابأس انتِ عندي اهم من اي شيء..  اذكر ان سعادتي حينها كانت كبيرة اكبر من جدران المنزل وحدود الفضاء..

ولكن السعادة دوما لا تدوم

فهاهو الحزن يطرق بابي بعد بضعة ايام بشكل خطبة لحبيب يطلب يدي في حلال الله

 قاصما ظهري بشرط جزاء لعقد اذعان بغيض

ان نتزوج  ولكن دون مقدم غيث  للعيش معنا اجبته بانشداه بان كيف اترك صغير قلبي كيف افكه من احضان رحم عنايتي به ولازال صغيرا وابي يعيش في عالمه الخاص قاطعا اي جذور له بهذا الواقع ليجيبني.. بانه ليس مسؤولا عن سواي وبامكان عمي تربيته.. حينها وكأن قوة الغيظ قد استحكمت حلقي ومفرداتي اجبته ببكاء غاضب.. لم يكن هذا ما اتفقنا عليه.. اتفقنا ان تاتي انت للعيش هنا لاتمكن من العناية بابي واخي.. ليتبجح برد كصفعة باردة.. ولم يكن اتفاقنا ان يطحن قرط امي وهو بامانتك من قبل اخيك الصغير دون ان تعاقبيه حتى

حقا  صعقت.. اتقارن هذا بهذا ياحسن..

_ نعم فلك الخيار انا.. ام غيث ولاكون منصفا معك لا امانع من عنايتك بابيك بل حتى قدومه للعيش معنا وبامكان عمك اخذ اخيكِ وحتى هذا البيت لاحاجة لنا به.. سمراء فكري لاتضيعي حبنا حبيبتي..

لم تنزل مني في تلك اللحظة سوى دمعة خسارة لحب افل قبل اشراق اشعته.. لاجيبه والسكين تغرس في لب قلبي.. ارحل حسن فانا ساختار الغيث دوما على جدباء حبك الاناني... رحل حسن غرب حبي وظلام كلماته يلاحقني .. انتِ من خسرتِ سمراء.. 

طرقات على نافذة الشباك اعادتني من سراب الذكريات الكالحة.. لتطالعني الابتسامة الشقية  لرجلي الصغير وهو يخط اول سني مراهقته..

هل استيقظتِ سمرائي

_ وهل تترك ضوضائك احدا ينعم بالنوم

_ هههه تعمدت ذلك لتستيقظي يا جميلة

_ اووو جميلة.. كبرت على هذه الكلمة يا صغير

_سمرااااء انتِ ستبقين جميلة دوما وابدا وانا  لستُ صغيراً انا في الثالثة عشر..

_حسنا حسنا.. ماذا تريد لما اردت ايقاظي وانا متعبة من العمل..

نظر الي بعينيه الجميلتين قائلا لي.. كل عام وانتِ امي ليظهر بين راحة كفه الفتية قرطان صغيران من الذهب..

لم املك الا الربط بين الحاظر والماضي بين قرط لؤلؤي اثري  واخران ذهبيان لاراهما اجمل من تلألؤ اجمل الحلي  وهي ترقد على راحة يده وهو يجيب انه قد ادخر من مصروفه اليومي وعمل لفترة في الحانوت المدرسي ليجمع لي نقود هديته الرائعة.. احتضنته من خلف نافذة الحزن بفرح باكي  لاجيب نفسي قبل ان اجيبه عن سبب بكائي.. ان  لن اندم يوما على قراري باختيار الغيث حتى وان بقيت مخلصة لحب رجل رحل دون عود طالما بقيَ الغيث ينقع بهطوله هيف صحراء قلبي الحزين..

تمت..

#زينب المالكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آه وآه يازمن للمبدعة/مها بركاااات

 ،،،،،،،، آه وآه يازمن،،،،،،،  @@@@@@@@@ آه منك يازمن.. ياللي ملكش أمان كم واحد فيك صالح... وللعِشرة صان كم واحد فيك تمام... راهنت عليه يازم...