الثلاثاء، 13 أبريل 2021

قصة قصيرة العم رمضان الأديبة /نيڤيان اسكندر

 قصة قصيرة

العم رمضان وصديقه إبرام


رمضان العام يختلف عن كل رمضان 

ذات مساء انطلق صوت المذياع  بقوة قد تضاهي اشتياقنا للحبيب الغائب منذ عام  أعلنت دار الإفتاء غداً سيكون الأول من رمضان ، جاء لينير ظلام أرواحنا ويختصر مسافات تبعدنا عن السماء هبط أخيراً بأرضنا ذلك الكريم الداعي للرحمة والمغفرة ، والذي إذا جاء تهللت القلوب وتغنت مبتهجة  ، نفحات المحبة توزع بالتساوي الكل يأخذ نصيبه بالرضا فتتناثر البسمات تزين البيوت والشوارع  ، السعادة بقدومه تنسينا أوجاعنا  ومشقات الحياة ، تتلألأ الرحمة و يبتهج الكون حولنا ،أغاني رمضان الجميلة الخالدة  تخترق الوجدان قبل الأذان ، الجميع يتذكرون الليالي الدافئة والصحبة الغالية والخلان فغداً  "رمضان".


وما أدرككم بليالي رمضان وأجواء رمضان بمصر" أم الدنيا "التي تحتضن الجميع بمحبة وحنان لا تنبذ أحد ترحب بالغريب قبل القريب ..


لم تتمكن دمعات الوجع والقلق أن تتوارى خلف فرحة قدوم رمضان  ، فرغم كل  الاحتفال والمشاعر الجياشة بشهر الخير والإحسان لكنني حزين و روحي تئن فلأول مرة في حياتي أشعر بالحزن والألم رغم أنني أعيش أجمل الأيام  والتي انتظرها من العام للعام ...


وكيف لي أن يبتهج القلب وترقص الروح ورفيق عمري يصارع مرض ملعون 

صديق طفولتي وشبابي  ، صديقي الغالي "إبرام " اصابته وعكه صحية وهو الذي يلازمني طوال حياتي فلعبنا معاً  أيام الطفولة والبراءة وفرحنا معا نجحنا معاً أحببنا معاً عشنا أجمل وأقسى لحظات

العمر،  بزواج أبنائي كان معي وعند هجرة ولده الوحيد كنت معه اصبره وأطيب جرحه أساعده وأهون عليه  ألم اشتياقه لأبنه و فراق وحيده ، و كان سفر ابنه  القشه التي قسمت ظهره فالوحدة اختالته دمرت كيانه فلم يعد يخرج من منزله رافضاً كل محاولاتي.


 اعتزل العالم واستسلم للحزن  ، وحينما مرض كنت معه  وأنا الوحيد الذي يعلم حقيقة مرضه بعد عمل الفحوصات اللازمة طمأني الطبيب وكان معي  وبعد أيام من راحة البال والاطمئنان المؤقت على صحة رفيق العمر هاتفني الطبيب وطلب مني احضر إليه وكانت الفاجعة صديق عمري  و أغلى الغاليين مريض بمرض ملعون متوغل بشراسة بأجهزة جسده وكاد أن يفتك به ، صارحني الدكتور بحقيقة وضعه الصحي قال لي بهذه المرحلة  الأمل في شفاؤه يكاد أن يكون معدوم  ومن الأفضل ألا اصارحه بحقيقة مرضه ...


بكيت مر البكاء مشيت بالشوارع التي لعبنا فيها ومررت على مدرستنا الثانوية ومطعمنا المفضل تذكرت كل ما حدث بيننا كانت العيون تحملق لي فدمعي يغرق وجهي وأرجلي ثقيلة لم تستطع أن تحملني ، بصعوبة وصلت لمنزلي  وانزويت بغرفتي ساعات ومر أمامي شريط ذكرياتنا معاً ولكنني تذكرت أن إبرام يصارع مرضه وحده لا أحد معه. اليوم هو هنا وغدا لا أعلم ...

احضرت حقيبتي  وقررت أن اذهب امكث معه ما تبقى له من أيام فقبل الرحيل وأنا أشتاقه ويتألم القلب كلما تذكر لحظة فراقه ..

ندرت صومي وزكاتي هذا العام ليتحنن علينا رب الكون ويشفي صديقي وأخي إبرام .


نيڤيان اسكندر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آه وآه يازمن للمبدعة/مها بركاااات

 ،،،،،،،، آه وآه يازمن،،،،،،،  @@@@@@@@@ آه منك يازمن.. ياللي ملكش أمان كم واحد فيك صالح... وللعِشرة صان كم واحد فيك تمام... راهنت عليه يازم...