قصة قصيرة
العنوان/ لعنة التخلي
= = = = = = = = = =
عاش دهرا يده نظيفة ، لم تتلطخ بأعمال غير واضحة المعالم ، القدرة على العيش هو وزوجته وطفلهما الموعود صار صراعا محتدما وتحدي ، في ليلة غاب الطعام عن مداعبة احشائهم قال لزوجته:
_ رداء العوز الخشن لن يبدل نبعي الصافي ، الوان الخزف البراق لن تجعلني اركض حافي ، سأقفز على الجروح وأطلق العنان لاعترافي ، وسأقيم نصبا تذكاريا للجوع لأنه بخل بأنصافي .
بقى ليلته يطارد رغيفه حتى في الأحلام ، رفع شعار التمرد عليه وزاد عليه بالاتهام ، سينبلج الصباح وأطرد من حياتي الأوهام .
في اليوم التالي عاد لداره يحمل الكثير ، ومال وفير ، زوجته أصابها الذهول من المجهول قالت:
_ اعلم ان الدين اجراسه مؤلمة الرنين ، غصة الجوع تعذب قلوب المحتاجين ، وانا أعرفك قبل اليوم بسنين ، انك نقي السريره لا تغضب الله طرفة عين ، لكن من اين لك هذا المال فأشتريت لنا الثمين ، من أين ؟
لم يدم تساؤلها الا دقائق واذا بالباب تطرق بعنف ، القي القبض عليه واودع السجن .
صار يحدث نفسه:
رائحة الظلم تتعالى والاحقاد ، مؤامرة تتبعت خطاي لترميني للسهاد ، كثبان رمل التهمة المتحركة مرعبة وفي اتقاد ، لكنني اتعجب من زمن كله عناد ، رفض ان أعيش سعادة الا وبعث الجلاد .
في التحقيق قال له الضابط:
_ منذ متى وانت تتاجر بالسلاح ؟ منذ متى وانت تقتل الناس كل صباح ؟
أدمعت عيناه وجعا وأطرق راسه وقال :
_ بيع سلاح ابي الذي ورثته كان اسوء قرار ، لكن لم يكن لدي أي خيار ، لشراء رغيف خبز قبل الموت او الانتحار ، ستلاحقني لعنة وعار ، التنازل عن رمز أبائي تركني محتار ، وسابقى مهما طال بعمري اعمار ، لذا فاني استحق عقابي لأنني تصرفت بأستهتار ، ولم أترك شيئا للتذكار ، من كان يستحق الإنتظار الجوع ام هذا القرار ؟
بقلمي .... محمد الباشا/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق