*** أبديّ هذا الطريق ***
نظرة عابرة كانت
كغيمة لا تعود و عاشقة لا تغيب
شمس على ضفة الوادي
و الضفة انطفاء و لهيب
و ما الموجة الهاربة الا جرف يطول
و ما حلم هذا الغياب الا تحجر ضئيل
كنت بلا موت أحيا و أموت مرارا دون حياة
وكان على الطين وجهي
و وجه التي لن تضيع على المرايا
و كنت كالحلم أفترش الأشياء
عندما تمدين ذراعا و تلاقين دمي
ستعودين فجر السماوات
و ما تنكرنا الأزمنة
و أول الأزمنة يد للكلمة
قلت سأعود للزمن المهجور
سأمد حدود الضوء للذاكرة
و أشيد للأمس جبال القافية
فصارت المسافات نوافذ للريح
و بالصوت صمتي تمدد
و على الجبال سارت كلماتي حافية
مرة في الرجيف ، و مرة في النزيف
و انتهت إليك الطريق بانتهاء التضاريس
هو الفجر لون دمي و خمرة اشتهائي
فجر واحد في الذاكرة
موعدك القادم أمس يردّ إلى الغائب
و الغائب اسم فوق الأسماء الحاضرة
به كانت أول الكتابة انمحت في الطين
غدا لماضي بداية تفقص كجمرة في الريح
توقظ الحاضر جرحا للحرف
منه يولد البدأ
و أنت كغيمة أمطرت
لشهرزاد حكاية
و شهريار لا ينتهي فيك
لأن أول البدأ حكاية
و أول الماء طريق
به يجن الخريف
و الوصل للشوق حريق
به العشق لا يعلو نهاية
أبدي هذا الطريق يمرّ في وجه المرايا
~ طاهر الذوادي ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق