حمارة جدتي
كانت تنادي أرجعوني كي أرى // دارَ الجدودِ وزرعَنا والأشجرا
نطقتْ بألفاظٍ مبعثرةٍ وقالتْ // وطنًا دمًا شجرةً وجَدًّا كالثرى
قالوا لقد خرفتْ لسنٍّ موجعٍ // قد مرَّغَ الأحلامَ قسرًا والكرى
قد أضحكتْ مَنْ حولها لمَّا روتْ // قَصصَ الجمالِ وفضلها فيما ترى
وحميرها أبقارها كم ترتوي // من جردلٍ في شقَّةٍ تبكي القُرى
نادتْ هلمي يا حمارةَ وانهضي // للسوقِ نشري للطعامِ الأخضرا
قالوا وأينَ نرى حمارةَ جدتي // وعمارةٌ أدراجها ترثي الورا
لكنها كانت تصرُّ بزعمِها // هيَّا ارْكِبوني لن أضلَّ وأعثِرا
فالسوقُ يبدأُ باكرًا في مجدلٍ // كي يذهبَ الناسُ لسعيٍ أزهرا
والسوق يذبل إنْ علتْ شمسُ الصباحِ // برأسها أو ظهرها قد أدبرا
قالوا لها يا جدتي لا تحلمي // فالمجدلُ الغالي أناخَ الأظهُرا
والغاصبُ المحتالُ أجلى أهلَها // بالقوةِ العمياء لم يتقهقرا
غابت عقودٌ والديارُ مع الهوى // وتنادتِ الأعرابُ والقاسي جرى
قالتْ ليَ المقثاةُ تبقى روضتي // لن يمنعوني من ترابي ولْترى
بحمارتي أجري لها في عزةٍ // رغم الحدودِ لأمتطي فجر الذُّرا
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق