****** غباء ذكوري ******
هلْ فَهِمْنَا
مَنْ عَرَفْنَا مِنْ نِساءْ؟
مَا الّذي تَعْكِسُهُ مِرْآتُنا المُحَرِّفَهْ؟
قِلّةٌ هُنّ مَحارِمْ
طاهراتْ
و البقيّهْ
عاهراتْ ،
فِتْنةٌ في الأرضِ تَسْعَى،
بَذْرَةُ الشيطانِ في حَقْلِ الحياةْ،
قِمّةُ البذاءةِ
حينما يخْلَعْنَ في الحمّامِ أثوابَ الحياءْ
أوْ بِجَلْساتِ الأمَاسِي
حَوْلَ شايٍ
يتبادَلْنَ النّكاتْ.
غيْرَ أنّا
حينما نعْشقُهنّ
نُصْبِحُ أسْرَى لَهُنّ
و يَصِرْنَ
لِمُسافِرْ
ظامِئٍ جرْعَةَ ماءْ
و لِمُدْلِجْ
تائِهٍ خيْطَ ضِياءْ.
و إذا وهْمُ الخيانَهْ
عشّش في الرأْسِ يَوْمًا
يَقْتَفي أفْضَلُنا
خَطْوَ ديكِ الجنّ إذْ هامَ بِوَرْدٍ
ثمّ ظلّ لِلْمَماتْ
يُنْكِرُ ما كان مِنْهُ مِنْ غَباءْ (1)
و إذا ما رَحَلَتْ زوْجٌ لنا
و رَثيْناها فعَلْنا بِحَياءْ
أوْ جَعَلْنا ما نقولُ
مَدْخَلًا - مِثْلَ جريرٍ-
لِلْهِجاءْ. (2)
هلْ فهِمْنا بعْدَ هذا
مَنْ عَرَفْنا مِنْ نساءْ؟
_________________________
(1) ديك الجن شاعر عباسي من حمص أحب جارية تدعى ورد و تزوجها لكن غيرته جعلته يقتلها و يحرقها و يصنع من رمادها كوبا للشراب .و ظل بقية حياته نادما على ما فعل.
(2) رثى جرير زوجته بقصيدة مطلعها :
لولا الحياء لزارني استعبارُ
و لزرتُ قبركِ و الحبيب يُزارُ
و لم يخصّص للرثاء إلا إثنين و عشرين بيتا من أصل ثمانين بيتا و خصّص بقية الأبيات لهجاء الفرزدق كما لو كان الهجاء هو الغرض الأصلي للقصيدة و ما الرثاء إلا تمهيد له.
عمار العربي الزمزمي
الحامة ، تونس ، ديسمبر2020
من ديواني " في انتظار الربيع"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق